لاشيء يأخذني من سامي
أرددها دوماً .. لاشيء يأخذني من سامي إلا سامي
هي هكذا حياتي .. أقداري .. دائما ما تخذلني
آه .. يا ( جنى ) لم كل هذا العذاب الذي يحيط بك
ولم تلك الأحزان تضمك إلى أحضانها بشغف
وكأنها تأبى إلا أن تكون لك .. ولك فقط ..
طق .. طق .. طق ..
طرقات سريعة على باب غرفتي
تقطع علي حبل أفكاري .. أظنها تحمل في طياتها الكثير
مين !! قلتها بصوت منخفض لايكاد يسمع
ردت لمى .. أنا ممكن أدخل ..
ببرود دعوتها للدخول × الباب مفتوح أتفضلي ×
جاءت والبشر يلوح بوجهها سعيدة هي أو خلتها كذلك
لمعة الجمال السخية بعينيها افتقدتها منذ أن دخل ماجد
عالمها وعالمنا فأشقاها .. وأشقانا معها ..
ولكنني أراها تعود لها اليوم ...
صاخبة هي × لمى × كصخب اسمها تماماً
اعتدلت في جلستها ووضعت ساق على الأخرى وقالت
جنى عندي لك خبر بمليون ريال ..
ضحكت بقوة .. وفي نفس الوقت انقبض قلبي
مليون ريال مره وحده !! قلتها بسخرية تماما كما هي حياتي
× جنى × أنا أتكلم بجد .. بطلي استهبال ..
تمتمت بهدوء وتركيز ما استهبل يا × لمى × خير إن شاء الله
بضجيج قالت : فيصل بالجوار ... !!
وبصوت مبحوح مدهوش قلت : فيصل ! أي فيصل هذا وأي جوار تقصدين ًً؟
جنى .. فيصل ولد عم سليمان .. نسيتيه ؟
بخوف قلت وأنا أعرفه حتى أنساه ...
مو لازم تعرفيه .. تعرفي عليه .. اعتبريها رحلة إلى عالم مذهل يا جنى
فيصل شاب كويس وو أخلاقه عالية ومنصب ومن عائلة محترمة
وبصراحة هو مكسب لك ولنا ..حتى بابا حبه .. وخلاص نبغي نفرح فيك
بذهول رددت !!
أي فيصل هذا وأي مكسب وأي خبر رمادي احضرتيه الى عالمي يا × لمى ×
قفلي الموضوع لو سمحتي .. خلاص ما ابغى اسمع شيء قلتها وأنا ألوح بيدي
بعصبية شديده
بقوة وتماسك .. مستمد مما بقى في نفسي من حب × لسامي ×
اووف .. كيفك × جنى × بس أنا ما ابغى إلا مصلحتك
وأقولها لك ماراح تلقي أفضل منه .. فكري يا عيوني .. وربي يهديك للصواب
..
على فكرة .. بابا معجب فيه وهو اللي طلب مني أفتح معك الموضوع
يلا لا تكسفينا ......
رحماك ربي ..
بابا .. عقدت الدهشة لساني .. كان دائما يعطيني زمام القيادة
لم يفرض علي شيء في سنين حياتي !!
لماذا الآن يحاول فرض فيصل علي .. حتى وان كان وسيطه في ذلك .. أختي ..
بعصبية قلت .. بابا مستحيل يفرض علي شيء ولا يفكر في شيء الا لمن يسمع
مني ..
عضت شفتاها قبل أن ترد .. ماراح يضيعك الا دلع بابا ..
رن جهازها المحمول لتتغير ملامح وجهها .. هو ماجد بلا شك
تهابه كثيراً .. تغيرت شخصيتها منذ أن تلبسها بذكاء .. وتزوجته
خرجت مسرعة من غرفتي تلملم ما تبعثر منها .. من × لمى ×
الفتاه التي خلتها قوية في طفولتنا بيت أن قوتها لم تكن الا علينا يوم
كُنا صغار ..
طرااااخ ...
صوت بابي بعد أن أوصدته بكل ما أوتيت من قوة ..كان آخر شيء سمعته من
لمى
آه أحبك يا × لمى × ولكن !!
فيصل .. فيصل .. فيصل ..
لم يرق لي كثيراً اسمه .. فكيف بشخصه ؟ حاولت ألا أفكر كثيراً في أمره
هناك أشياء أخرى تنتظرني قلتها وأنا أنظر لنفسي في المرآه وأحرك خصلات
شعري الأسود يمنة ويسرة
تأملت وجهي .. شفتاي .. غمازاتي وابتسمت كم يحبها سامي .. قد باح لي
بحبها يوم كنا صغار
شيء ما استوقفني لأتمعن في عيناي كثيراً .. خوف فظيع يسكنها ؟؟
وأصفرار قلق .. يكسو وجهي ....
بقوة ضربت بيدي على منضدتي .. أكل هذا لأجل سامي ؟!
آه .. آه يا سامي ..
منذ زمن لم تعانق عيناي عيناك .. لم اشاهدك منذ غروب ذاك اليوم الكئيب
وكل ما تبقى لي منك صور طفولتنا ..
ألم أخبرك ابتعت لها ألبوم هادىء جميل
كجمال عيناك ياسامي ..
وبقي لي منك صورة وحيدة لشاب أحبه وأحبه وأحبه ..مازلت أتذكر كيف
سرقتها
من غرفتك في آخر زيارة لبيت خالتي .. وقلبك ..
أعشقه بجنون هذا ما أعرفه .. وأهواه إلى الدرجة التي أبيع فيها كل شيء
كل شيء من أجله ..
لم تكن مشاعره نحوي ...صاخبة .. متأججه .. قوية كمشاعري .. أنا
حبيبي .. بارد حد الجنون كل همه الدراسة .. ولا شيء غيرها
أيعقل أن يكون الأطباء بلا قلب !! أيعقل أن يكون جميعهم كحبيبي !!
لا هم لهم إلا البحوث والعمليات ومداوة القلوب المريضة .. وترقبها ََ!!
وبرغم برود مشاعر سامي .. هو حنون حد الثمالة ..
حنون لأبعد نهايات الحدود
يحبني كثيراً .. هذا ما أشعر به !
ولكن حب سامي موصول بذكريات الطفولة .. وزمنها
زمن شجرة السنديان الكبيرة التي تحتل جزء كبير من بيت جدي ..
كنت اتسابق مع سامي .. في صعودها .. وأسبقه مرات ومرات
لأنه يحبني كان يتأخر في الصعود حتى يشاهد فرحة الإنتصار ونشوته في
عيناي
مشاكسة .. دائما ما يقولها لي .. ولأنه أحبني مشاكسة حاولت أن أحتفظ
بهذه الصفة طيلة السنوات الماضية
كنت أفتعل المشاكل في حضوره .. لأرى خوفة من ردة فعل أمي تجاهي عندما
أخطىء ..
احب أن آراه وهو يدافع عني .. ويحاول تهدئة أمي .. لاتضربيها حرام
كان يقولها وهو يتوسل لأمي .. جنى .. طفلة .. خليها تكبر وراح تعقل
ياخاله ..
أذكر كيف كان يتصدى .. للمى .. ويتوعدها إن حاولت قرصي أو حتى الإقتراب
من مكان لعبي ..
ومع كل موقف رجولي يظهره سامي بسببي .. يزداد حبي له ..
تعلق قلبي به .. منذ أن كُنت طفلة .. يااااه .. وحشتني ياسامي ..
في زيارة سريعة لبيت جدي ذهبت لأفتش عن نفسي عن سامي ولم أجده
كنت افتح الأبواب على مصرعيها وأنادي بأعلى صوت سسسسسسسامي وينك !!
وينك .. إنت .. سامي .. وينك ..
سألت خالتي وأنا شبه منهاره .. وين سامي ؟
غمزت لأمي .. وقالت سامي .. كبر يا جنى .. وإنتي كمان
ضحكت وقهقهت أمي ...........
ارتعشت شفتاي .. وتلعثم لساني .. وأنزويت وحدي ..
سامي وينك .. قلتها بدموعي .. وبكائي وو ووجعي
ماوحشتك ؟َ رددتها أكثر من ألف ألف مرة يا عمري أنا
كرهت بيت جدي في بعدك ولم أزر شجرة السنديان منذ أن فقدتك بجوارها ولم
تساعدني بالاحتفاظ بك
ليست وفيه ( تلك السنديانة يا سامي )
تغيرت مشاعري ... تجاهه .. جامحة هي ..لاشيء يقف أمامها !!
اصبحت أنثى ياسامي .. لاهم لها في دنياها الا عشقك انت فقط ...
التصق سامي بي ...بعقلي .. بجسدي .. حفرت اسمة على يمداليتي وساعتي
ووضعت صورتة في سلسالي ..بل كنت ألصقة في جسدي
قريبا من قلبي عله يسمع نداء دقاته فيجيب النداء ،،
كنت أريد منه الإقتراب من عالمي أكثر وأكثر لم أطق فكرة البعد عنه ..
في منزلهم كُنت مع أمي .. لزيارة خالتي .. هي مريضة
آه هي هكذا تحب جلب الأنظار اليها تتوهم المرض لتقلق من حولها عليها
ليتك مثلها ياسامي .. وددت لو أن قمت بمحاولة واحدة فقط لجلب نظري اليك
لوجدتني قد إنجذبت اليك .. كُلي لك .. يا عمر .. جنى ..
استقبلتنا × منى × بترحاب شديد ..
تعرف هي كم أحبها .. وتجهل أن سبب حبي لها
هو شبهها الشديد .. برفيق طفولتي ومراهقتي وشبابي .. بعمري أنا ..
مرهقة .. هكذا بدت لي منى . !!
بخوف سالتها فيك شيء ولا أتعدينا .. ضحكت وضحكت معها ..
قالت .. لا مافيني شيء بس مرهقة من شغل البيت يا جنى
اصررت على مساعدتها .. ووبعد عناء وافقت ..
صعدنا للدور الأعلى وبقيت أمي وخالتي بالأسفل ..
من اين نبدأ يا .. غلا >> هكذا كنت أناديها ..
قالت : من غرفة سامي .. آه آه غرفة سامي ..
قلتها وكل جزء فيني ييرقص طرباً بحبه ..
حاولت كتم أنفاسي واضطرابي وقلت .. سامي وينه ؟َ
ردت .. جنى .. سامي من يومين بالمستشفى
شهقت . ليييييييه ؟ سامي فيه شيء
لا أستطيع مجرد التفكير بأن حبيبي قد أصابه مكروه ..
صلي عالنبي .. مافيه شيء ..
سامي مداوم بالمستشفى وعنده حالة يشرف عليها ..
مهتم فيها كثير .. ابتسمت .. وودت لو ابكي
ليتني أصاب بأي شيء يجعلني بجوارك ياسامي ..
ليت الألم ينتقل إلى قلبي .. لأرى خوفك على جنى يعود ..
قالت يلا .. يمكن يجي الآن ومايلقى الغرفة مرتبة يزعل ..
ويمكن يصرخ عليك عشان الغرفة صارت مسؤوليتك .. قالتها وهي تضحك
حدثت نفسي ليته يصرخ يعربد يزمجر يثور ويغضب حتى انتصر على ثورته تلك
بقبلة واحده أهديها شفتاه ..
كم أحب سامي ..
ذهبت هي الى المطبخ لتعد شيء لأمي وخالتي
و دخلت الى حجرته وتجولت في كل شبر فيها
معطفه الأبيض .. ودفاتره .. محاضرات .. وكتب .. وسيديات كثيرة
ومجسم قلب أمسكت به بقوة وضممته إلى صدري .. عانقت سامي ..
آه .. ليتك ياسامي تجيد دواء القلوب العاشقة كما تجيد دواء القلوب
المريضة
رفعت نظري ليصطد م .. بصندوق يحمل اوراق كثيرة ..
ترددت كثيراً قبل أن ابعثرما بداخله ...
ترتعش يداي وأنا أقلب محتواه .. رسائل وردية ..
ومنديل أبيض يحمل قبلة حمراء ..!! وصورة لها
لمن تحب سامي .. بنهم قرأت حروفها .. وبوجع استنشقت عطرها
وودت لو اصرخ لماذا لماذا ياسامي !!!!!!
ليست جميلة .. ولا قبيحة ..عادية جدا أنت تستحق الأفضل منها
لم يكن فيها شيء يشبهني ..
حتى الغمازات التي عشقها سامي لاوجود لها بين طيات وجهها الكئيب
تستحق الأجمل يا عمري ..تستحق جنى ...
لم أكن أعرف أن ذوق سامي قد ساء لهذا الحد
بكيت وبكيت ... آه تكاد اضلعي أن تتكسر من شدة نحيبي ..
وبين دموعي لمحتها وجدتها صورة لسامي .. كتب خلفها .
. اليها مع التحية ..
لم يكتب الى من ..فخلتها موجهة لقلبي أنا
كنت أكذب نفسي وعيني ومالامسته يدي
هي تحب سامي أما سامي فلا .. يستحيل أن يحب سامي .. مثلها
اخذت صورته ودسستها في بنطالي .. وحاولت ترتيب ماتيسر لي
أريد العودة الى بيتنا ... اريد الهروب من طيف سامي لسامي ..
آه .. منك يا أنت
لماذا نسيت مشاعري لك .. وذكريات الطفولة
اتذكر يوم بحت لك بحبي ( أنا احبك عشان إنت قوي ياسامي ))
فرددت أنت وأنا احبك عشانها وأشرت الى حبيبتاك .غمازاتي
..
يااااه ... يالسخرية الأقدار
أغلقت باب غرفتة ولكن قلبي مازال مفتوح على مصرعيه له ..له وحده
وخرجت من عالم سامي ..لأعود لعالمي ..
عالم جنى التي لن يأخذها من سامي إلا سامي
وإن طال الزمن ......
*
*
*
بكائية جنى
بقلم : مرمريتا
24- 9- 1426